خنزير الأرض من الثدييات الصغيرة و سمي بهدا الإسم نظرا للشبه الكبير للخنزير من حيث أنفه الطويل وشكل جسمه، ينتشر في أغلب أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء. في الغالب يعيش بشكل منفرد ويقضي أيامه في النوم في جحور تحت الأرض لحمايته من حرارة الشمس الأفريقية ، ويخرج في المساء البارد للبحث عن الطعام. يعتبر خنزير الأرض فريدا من نوعه بين الحيوانات لأنه النوع الوحيد الباقي في عائلته الحيوانية. CucombreLibre / Flickr
مظهر خنزير الأرض:
يتميز بمظهر فريد بين الثدييات (وفي الواقع جميع الحيوانات) لأنه يتوفر على خصائص فيزيائية لعدد من الحيوانات المختلفة. لديه جسم متوسط الحجم، شبه خالي من الشعر و أنف طويل يجعله يبدو بشكل واضح مثل الخنازير في البداية ، مع جلد سميك يحميه من أشعة الشمس الحارقة وأيضًا من التعرض للدغات الحشرات.
إنه قادر على إغلاق أنفه لمنع الغبار والحشرات من دخول أنفه. لديه آذان أنبوبية تشبه الأرانب يمكن أن تقف في النهاية ولكن يمكن أيضًا طيها بشكل مسطح لمنع الأوساخ من الدخول إليها عندما تكون تحت الأرض.
يمتلك خنزير الأرض مخالب قوية على قدميه يستعمل في الحفر بشكل سريع تحت الأرض إضافة إلى طول أرجله الخلفية بالمقارنة مع الأمامية. و نظرًا لحقيقة أنه يقضي معظم حياته تحت الأرض أو الصيد في الظلام ليلًا ، فإنه يعاني من ضعف البصر ولكنه قادر على التنقل بسهولة في محيطه باستخدام حاسة الشم الممتازة، التي وهبه الله إياها للعثور على الفريسة والاستشعار بالخطر المحتمل.
التوزيع وأماكن عيشه:
يعيش خنزير الأرض في مجموعة متنوعة من الموائل المختلفة في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من الصحاري الجافة إلى مناطق الغابات المطيرة الرطبة. الشرط الوحيد لتواجده (بخلاف الحصول على الكثير من الطعام والماء) هو الحصول على تربة جيدة يمكنه إستغلالها لحفر جحوره الواسعة.
على الرغم من كونها ماهرة للغاية في الحفر في أنواع التربة الرملية أو الطينية ، إلا أن المناطق الصخرية تمثل صعوبة عليه لإنشاء منازله تحت الأرض مما قد يعجل برحيله لمكان اخر يكون ملائم لمتطلبات شفاط النمل. يمكن أن يصل طول جحوره إلى 10 أمتار (33 قدمًا) في نطاق منزلي يمكن أن يتراوح من 2 إلى 5 كيلومترات مربعة.
غالبًا ما تحتوي جحوره على مداخل متعددة وتُترك دائمًا للرأس أولاً حتى يتمكن من التعرف على الحيوانات المفترسة المحتملة بسهولة باستخدام حاسة الشم الشديدة.
التكاثر ودورة الحياة :
يمتلك خنزير الأرض مواسم تزاوج محددة كل سنة. اعتمادًا على المنطقة التي يعيش فيها، يمكن أن يولد الصغار من أكتوبر إلى نوفمبر أو من مايو إلى يونيو في مناطق أخرى.
تشتهر أنثى خنزير الأرض بإنجاب أبنائها في معظم السنوات، وهي تلد نسلًا واحدًا بعد فترة حمل تستمر عادةً حوالي 7 أشهر. غالبًا ما يزن الخنزير حديث الولادة أقل من 2 كجم ويولد ببشرة وردية خالية من الشعر في أمان في جحر أمه.
يقضي الخنزير بعد ولادته أول أسبوعين من حياته في جحر آمن تحت الأرض قبل البدء في الخروج مع والدته تحت جنح الليل. ومع ذلك ، على الرغم من مرافقة والدته بحثًا عن الطعام ، لم يتم فطامه حتى يبلغ حوالي ثلاثة أشهر من العمر.
يعيش الصغير مع والدته في جحره حتى يبلغ من العمر ستة أشهر تقريبًا بعد دلك يخرج لحفر جحر خاص به. على الرغم من أن عمره في البرية ليس واضحًا تمامًا ، إلا أنه قد يصل عمره لأكثر من 20 عامًا.
سلوك خنزير الأرض ونمط الحياة:
خنزير الأرض هو في الأساس حيوان منفرد يتجمع فقط للتزاوج ولا يتواجد أبدًا في مجموعات كبيرة. إنه يعيش في جحور تحت الأرض لحمايته من أشعة الشمس الحارقة في النهار ومن الحيوانات المفترسة.
خنزير الأرض هو من الثدييات الليلية، ولا يغادر جحره إلا ليلا عندما يذهب بحثًا عن الطعام والماء، وغالبًا ما يسافر عدة أميال من أجل العثور على كميات كبيرة من النمل الأبيض مستعملا سمعه الحاد وحاسة شمه الخارقة.
على الرغم من حفره لجحور كبيرة في كثير من الأحيان تتخللها العديد من من الأنفاق ، إلا أنه قد يلجأ لحفر جحور مؤقتة صغيرة بسرعة حيث يمكنه حماية نفسه بسرعة بدلاً من الاضطرار إلى العودة إلى مسكنه الأصلي.
:حقائق وميزات مثيرة للاهتمام
يستخدم خنزير الأرض لسانه الطويل اللزج في حضن ما يصل إلى 50000 حشرة في الليلة من داخل أكوام النمل
الأبيض أو أعشاش النمل الموجودة تحت الأرض. يمكن أن يصل طول لسانه الشبيه بالديدان إلى 30 سم مما يعني أنه . يمكنه الوصول إلى المزيد من النمل الأبيض في الكومة
علاقة خنزير الأرض مع البشر:
نادرًا ما يرى الناس خنزير الأرض نظرًا لقضائه ساعات النهار مختبئ في أمان جحره تحت الأرض ، ولا يخرج إلا تحت جنح الليل للبحث عن الطعام. على الرغم من ذلك ، في بعض المناطق ، يتم اصطياده من قبل الناس للحصول على الغذاء ويتأثر بشكل متزايد من خلال زيادة عدد السكان حيث يختفي المزيد من موائله الطبيعية لإفساح المجال أمام المستوطنات المتنامية.
ماذا يأكل خنزير الأرض:
يتكون النظام الغذائي لخنزير الأرض بشكل أساسي من النمل وخاصة النمل الأبيض ، حيث يعتبر النمل الأبيض مصدر الغذاء المفضل لديه. إضافة لذلك فهو يأكل العديد من الحشرات الأخرى مثل الخنافس ويرقات الحشرات إلى غير ذلك. من خلال بنيته بأطرافه ومخالبه القوية القادرة على اختراق القشرة الخارجية الصلبة لجسم النمل.
يستخدم لسانه الطويل اللزج لحصد الحشرات بالداخل وأكلها بالكامل دون مضغ حيث يتم طحنها بعد ذلك في بطنه العضلية. واحدة من أكثر السمات المميزة لخنزير الأرض هي حقيقة أن لديه أسنان عمودية للخد لا تخدم أي غرض وظيفي على الإطلاق.
مع بعض أنواع النمل الأكبر حجمًا التي تحتاج إلى مضغ ، يستخدم القواطع الموجودة في الجزء الخلفي من فمه. يستطيع خنزير الأرض أيضًا استخدام نفس الأساليب لاقتحام أعشاش النمل تحت الأرض.
المفترسات والتهديدات:
حقيقة خنزير الأرض من الحيوانات الليلية التي تعيش في أمان في جحور تحت الأرض ، إلا أنها مهددة من قبل عدد من الحيوانات المفترسة المختلفة في جميع أنحاء بيئتها الطبيعية.الأسودوالنموروالضباع والثعابين الكبيرة (أبرزها الثعابين) هي الحيوانات المفترسة الرئيسية لشفاط النمل ولكن هذا يختلف باختلاف المكان الذي يعيش فيه خنزير الأرض.
و يبقى الهروب بسرعة كبيرة تحت الأرض هو أهم سلاح يدافع به عن نفسه، ومع ذلك، فمن المعروف أيضًا أنه عدواني جدًا عند تهديده من قبل هذه الحيوانات الكبيرة. حيث يستخدم مخالبه القوية والحادة لمحاولة إصابة مهاجمه بموازاة ركل الحيوان المهدد بأرجله الخلفية القوية.يتعرض أيضًا للتهديد من قبل البشر الذين يصطادونه ويدمرون موائله الطبيعية.
الحفاظ على خنزير الأرض:
بالنسبة لخنزير الأرض فهو لا يعاني من خطر الإنقراض حاليا، لكن الأخصائيون في المجال يطالبون بالحفاظ عليه في محميات خوفا من التهديدات التي قد تقضي عليه أو ربما تقلل من أعداده الوفيرة. فبتزايد العمران من خلال زحف المدن و القرى نحو الغابة. أكيد ستصبح أماكن عيشه قليلة و من خلال ذلك تصبح فرص عيش خنزير الأرض أقل مما هي عليه اليوم.
يمثل خنزير الأرض مثالاً مذهلاً على تنوع الكائنات الحية وقدرتها على التكيف مع بيئاتها عبر تطورات فريدة. على الرغم من قلة المعلومات حوله وغرابة شكله، إلا أن هذا الحيوان يلعب دوراً مهماً في بيئته من خلال التحكم في أعداد الحشرات وحفر التربة، مما يسهم في توازن النظام البيئي. إن فهمنا لخنزير الأرض وتقديرنا له يعكس التقدير العميق للطبيعة وتنوعها العجيب. تابع استكشاف المزيد عن هذه المخلوقات المدهشة؛ فكل حيوان على هذا الكوكب يحكي قصته الخاصة ويضيف بعداً جديداً إلى جمال الطبيعة.